أيها الأخوة: إن مشاكل الشباب في هذا العصر هي مشاكل كثيرة منها:-
أولاً: أن الشباب الآن يتعرضون لتيارات خطيرة
وهذه من أعظم المشاكل إذا تركوا معها فإنها تفسد أخلاقهم وسلوكهم وتفسد عقيدتهم وهي تيارات كثيرة ومتنوعة ومتعددة المصادر.
تيارات
تحملها وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفاز وصحف ومجلات وكتب هدامة
تلفظها المطابع وهي تحمل سمًا زعافًا وتتلقفها أيدي الشباب أو كثير من
الشباب الذي لا يميز بين الضار والنافع
هذه التيارات المتنوعة من مقروءة ومرئية ومسموعة إذا تركت تعصف بالشباب. فإن نتائجها تكون وخيمة.
لأن الشباب الآن كثير منهم تغيرت أخلاقه وصاروا يقلدون الغرب أو الشرق في لباسهم. في شعورهم في حركاتهم.
طبقًا لما يسمونه ويقرؤون مما تحمله إليهم هذه الوسائل التي أغلب أحوالها أن فيها الدس الكثير لإفسادهم.
والأهم من ذلك تغيير عقيدتهم فقد تحول بعض الشباب المسلم إلى ملحد.أوإلى شيوعي،
إلى غير ذلك من الأفكار الهدامة لأنه مادام أنه مقبل على تلقف هذه الدعايات وهي تدفع إليه بيسر وسهولة وهو فارغ الذهن من غيرها
ليس عنده من الحصانة ولا من العلم ما يفهم به هذه الشبهات المدسوسة أو هذه الدعايات المضللة فإنه يتقبل ما يصل إليه
فالشاب الذي يتلقف هذه الدعاية وهو خالي الذهن مما يضادها من العلم النافع لا شك أنها ترسخ في ذهنه ويصعب بعد ذلك اجتذابها منه
. هذه من مشاكل الشباب المعاصرة.
ثانيًا: من أسباب هذه المشكلة التي هي مشكلة الانحراف في التصور والانحراف في الخلق والانحراف في التفكير
من أسباب ذلك بعد وسائل الإعلام ولا أقول كل وسائل الإعلام، لأن وسائل الإعلام فيها الصالح ولكنه قليل والأكثر ضار.
العلاج الناجح لمشاكل الشباب:
وعلاج هذه المشكلة إذا ما نصحنا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم علاج هذه المشكلة ميسور يتلخص بأمور قريبة ميسورة.
الأمر الأول:
إصلاح
المناهج التعليمية التي يتلقونها في المدارس بحيث تملأ هذه المناهج
بالعلوم الدينية النافعة بعلوم العقائد الصحيحة ومعرفة الحلال من الحرام
في
المعاملات وفي المأكل والمشارب والعادات والأخلاق حتى تمتلئ قلوبهم من
العلم النافع الذي إذا تسلحوا به استطاعوا أن يميزوا بين الطيب والخبيث
وأن يقاوموا الشبه التي تواجههم إصلاح المناهج
أولاً
واختيار المدرسين الأكفياء الصالحين الذين يوصلون حصيلة هذه المناهج وهذه
العلوم النافعة يوصلونها إلى قلوب الشباب ويرغبونهم فيها.
الأمر الثاني:
التقاء الشباب بالعلماء من خلال ندوات في المساجد وفي المدارس وفي غيرها.
ندوات مفتوحة للإجابة على مشاكلهم ولتوضيح الطريق أمامهم فإن على العلماء مسئولية عظيمة نحو شباب المسلمين.
ولكن وأقولها بكل مرارة الآن الفجوة كبيرة بين الشباب وبين العلماء.
فالعلماء غالبهم في ناحية والشباب في ناحية أخرى.
وهذا مما سبب ضياع الشباب.
وإلى اليوم كان الشباب يلتقون بعلمائهم فقد كانوا على بينة من أمرهم ولكن حينما انفصل الشباب عن علمائهم حصلت هذه النكسات العظيمة.
الأمر الثالث:
من
الأمور التي يعالج بها هذا الانحراف وتقاوم بها هذه التيارات الموجهة نحو
الشباب منع سفرهم إلى الخارج إلا لضرورة ملحة مع وضع الضوابط والضمانات
التي تبعدهم من مخاطر السفر إلى بلاد الفتن
أما إذا تركوا ليسافروا على علاتهم فإن الأمر خطير جدًا.
هذه أمور أراها إذا ما تحققت فإنها ستقاوم هذه التيارات التي تجتذب الشباب.