عبدالقادر مشرف
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 48 الموقع : الخرطوم 3 شركة اف اى بى العالمية
| موضوع: تحذير الأمة المحمدية من مطامع الشرذمة الصفوية_المؤلف أبو يوسف محمد زايد 9th يناير 2012, 12:51 am | |
| [center]
|
| الحمد لله الذي قال : ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ ) ، والصلاة والسلام على النبي محمد شفيع الأنام يوم العرض ... أما بعد ، فإن دين الحق ، منذ فجره ، وجد مَن يحاربه لصدّ العباد عنه ...ولعل أعتى وأظلم وأطغى مَن حاربه أناس ادَّعوا - ويدّعون - انتماءَهم إليه ، تقيَّــةً ... ومن هؤلاء الذين انضَوُوا تحت لواء أغوى الغاوين ، في أيامنا هذه ، ورثة الفكر الصّفَوي المارقين... فاليقظة اليقظة ، والحذر الحذر ، أيتها الأمة المحمدية ... * لقد حكَم الصفويون بلادَ فارس، وهي إيران حالياً ، أكثر من قرنين من الزمن ، من سنة1501م إلى عام 1722 م... والصفويون ، أو آل صفويان ، سلالة تركمانية من الشاهات ، اتخذوا تبريز مقرّاً لهم من أول قيامهم إلى سنة 1548 م، ثم تحولوا إلى قزوين فمكثوا بها حتى سنة 1598 م. حيث انتقلوا إلى أصفهان ، آخر معاقلهم ... *** لماذا تبريز ، ثم قزوين ، ثم أصفهان ؟ إنها كانت من أكبر القرى آنذاك... وقد عرفَت ، منذ أن هدى الله أهلَها للإسلام ، ، العديدَ من أعلام أهل السنة ... منهم : الخطيب التبريزي ، صاحب المشكاة ، وابن ماجه القزويني، صاحب السنن ، واحمد بن الجارود الاصبهاني ، المحدث...وكم عرف التاريخ من ، تبريزي ، وقزويني: وأصبهاني ... أخذوا العلم خالصا لا تشوبه شائبة ، ونشروه عذبا فراثا على منهج السلف الصالح لهذه الأمة فارتوى من سلسبيل نبعيْه خلقٌ كتير... إلى أن سطَـا الصفويون على هذه المدن فحوَّلوا أهلها إلى تشيُّعهم المبتدَع قهرا ، ومن أبى قتلوه...ولم ينجُ من بطشهم إلا من فرّ بدينه - وكانت أرض الله واسعة - وها هم الصفويون الجدد يعاودون الكرة اليوم ، فمن لهم ؟ * وكان بدء أمرهم عندما أسس صفي الدين الأردبيلي (1252-1334م) طريقته الصوفية في أردبيل ( أذربيجان ) سنة 1300م ... فأصبحت أردبيل عاصمة " دينيه " ؛ وبعد حين من الدهر، تسيَّس أتباع صفي الدين ومريدوه على يد أحفاده فجعلوا منها عاصمةَ حركتهم السياسية.... وتبنّت طائفتُهم التشيّع منذ منتصف القرن الخامس عشر (15) الميلادي... *** من التصوف وما يعج به من شطحات وما يطفح به من تقديس للشيوخ إلى التشيع وما يزخر به من مبتدعات وينطوي عليه من تأليه الأئمة ، نقلةٌ يسَّرها تلاقي الأهواء وتعانقُ الأغراض على أرضية الباطل ... فتوَلّدت من تلاحم الطائفتين فرقةٌ اتخذت من أهل السُّنة عدوَّها الألدّ ، فحاربتهم ، واضطهدتهم ، ومزقتهم كل ممزق ، انتقاماً ، لأن سقوط الإمبراطورية الفارسية كان على أيدي أجدادهم ...أولائكم الأجداد الذين نقلوا إليهم الخير كله ، فقابلوهم بالشر كله ، لا لشيء إلا أنهم أطاحوا بملك كسرى وسكبوا ماء التوحيد على ناره فأطفأها ... * ونجح الصفويون في الوصول إلى الحكم والسيطرة على بعض المناطق أثناء زعامة جنيد (1447-1450 م) /، ثم حيدر (1460-1488 م) ، الذيْن استطاعا إنشاء تنظيم سياسي وتكوين وحدات خاصة من الجيش، أو القزلباش ، أي : الرؤوس الحمراء ، نسبة إلى القبّعة أو العمامة الحمراء التي يرتديها أتباع الطريقة الصفَوية، وتربط العمامة بإثني عشرة لفة تلميحاً للأئمة الإثنى عشر. *** إنها دعوة مرفوضة ... إذاً ، كان لا بُد من إعداد القـوّة وتقويّـة العُدة لفرضها على الناس... ما أشبه اليوم بالأمس... إن القوم يُتعبـون أنفسهم حتى الإرهاق ، ولا يدّخرون جهدا من أجل التسلح بأفتك الأسلحة ؛ فصَوْب من ، يا تُـرى ، يريدون أن يوَجّهوا أفواه نارهم التي طالما قُدّست في معابد أجدادهم إلى أن أخمدها الله بمبعث خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ؟ ثم ، لماذا حصروا عدد الأئمة في 12 ؟؟؟ لقد وُلد لعلي رضي الله عنه أبناء آخرون ، من أمهات شتى ، بعد فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، فلـمَ حرَموهم من الإمامة ، وجعلوها في ذريتها فقط ؟ لعلهم يقولون بإمامتها هي ، وما كان عليٌّ رضي الله إلا نائبا عنها ووصيا على ابنيها الحسن والحسين رضي الله عنها إلى حين بلوغهما أشدهما والتمكن من أخذ زمام الخلافة ...وإلا فأين محمد الأكبر، وعبد الله ، والعباس الأكبر، وجعفر ، وعبد الله ،ومحمد الأصغر، ويحيى، وعون، وعمر الأكبر: ومحمد الأوسط ( ذرية علي رضي الله عنه وعن ذريته ذكرانها وإناثها ) ؟؟؟؟ * ثم تولى شاه اسماعيل سنة 1494 م. زعامةَ التنظيم ، وقام بالدعوة إلى المذهب الشيعي، ولما استولى على مناطق غيلان ، واصَل طيلة السنوات من1499م. إلى 1501 م. توسُّعَـه حتى شمل كامل بلاد فارس، واستمر على نهجه فقام بطرد القراقويونلو سنة 1507 م... واستولى على العراق. *** التوسع ... ولا شيء غير التوسع ...وإحياء الإمبراطورية الفارسية ، حلم مستقر لديهم... يتوارثونه عبر الأجيال ، ولن ينسلخوا منه أبداً لأنه يتقلب في أصلابهم ... ولم يسجل التاريخُ لطمعهم في أرض الرافدين فتورا ...لأنهم يرون فيها الباب الأكبر لتوغلهم في بلاد أهل السّنة، يريدون تغطية ما حباها الله به من أنوار بظلماتهم البائدة ... * وإسماعيل هذا ، هو الذي أقر المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبا رسميا للدولة.... وحاول أن يسوي بين الفئات التركمانية في الجيش (القزلباش) والفئات من أصول إيرانية في الإدارة...ثم انهزم أمام العثمانيين في موقعة خلدران سنة 1514 م. *** القبعات الحمْر للجيش لأنهم بـنُو طينته ، يشدون أزره ويحمون ظهره ؛ وغيرهم في الشؤون الإدارية كعوام الرعية ، لا يخشى انقلابهم عليه لقلة حيلتهم ولانعدام السلاح في أيديهم، مهما فعل ، ولأنهم مجرد أذيال ، يجرهم خلفه ...على لقيمات ، لامن جوع تغني ولا من هزل تسمن . * وتوالت الحروب بين الصفويين والعثمانيين على الحدود الغربية من البلاد من جهة، و بينهم والأوزبك (الشيبانيون في بخارى) على الحدود الشرقية من جهة أخرى... إلى أن استطاع طهماسب (1524-1576 م) أن يقصي أعداءَه عن طريق سياسته المتوازنة وتسويته للمشاكل الدينية.... كما بدأ في عهده تشجيع حركتي الآداب والفنون ... *** حرب عن يمين ، وأخرى عن شمال ... والدافع واحد ، ألا وهو : ضم ما أمكن من الأراضي إلى ما تعارفوا على تسميته ببلاد الفرس ، أو فارس؛ وتكثير الطائفة المتشيعة ، جبراً... ومن ظن أن القوم اليوم غير القوم أمس ، فليرجع إلى تاريخهم الدموي ليعلم أنهم سرعان ما نبذوا الإسلام الصافي الذي أوصله إليهم الفاتحون غضا طريا ، وراء ظهورهم ، وانقلبوا على أعقابهم فابتدعوا " ديانة " تخصهم ، جمعوا فيها مشتات جميع الملل ومتفرقات كل النحل... مما جعل العقلاء من جيرانهم ، في كل زمان ، يثورون ضدهم ، فلم يعرفوا إلى الإستقرار سبيلا ، إلا قليلا... * وبعد مرحلة اضطرابات عديدة استقر حال الدولة أثناء عهد عباس الأول (1587-1629 م).الذي قام سنة 1601 م. بضم البحرين (كامل الساحل الشرقي من جزيرة العرب). ثم استولى على أذربيجان سنة 1603 م ، ثم شيراز، فأرمينية ، وأجزاء من أفغانستان سنة 1608 م. وفي سنتي 23/1624 م. قام بضم العراق وكردستان مرة أخرى.... *** وكأنّ أول شروط التربُّع على كرسي الحكْم عندهم استعمارُ البلاد ، واستعباد العباد ، ومن ثم صدهم عن الدين الحق لاستغلالهم أبشع الإستغلال ...عن طريق طقوس ظلامية ، على نمط الكنيسة خلال قرونها الوسطى ... بل أكثر. * وقام عباس ، داخليا ، بإصلاحات شاملة في الجيش ، واستعان ببعض العبيد المسيحيين لقيادة هذا الجيش.... وعمَّر مدينة أصفهان وجعل منها أهم مدن العالم في تلك الفترة.... واستطاع عن طريق سيطرته على الخليج العربي أن ينظِّم التجارة فانتعش اقتصاد البلاد.... *** تحالفُ النارِ والصليب قديم ؛ لكن ما أكل الدهر عليه ولا شرب... والحاضر يشهد ، بعراقـه ، وما يطمعون فيه من ورائه ، برا وبحرا ...يريدون بناء قوة عظمى تُعيد للفرس " مجدَها " الزائف حتى تقف ، كما يحسبون ويخمِّنون ، أو يُخمْيِنون ، ندا لند أمام الروم الجُدد بقيادة جلّادي القرون الخمسة الأخيرة... وعلى حساب من ، أيها الراقدون ؟ * وبعد موته خلَفه على العرش وتوالى عليه حكامٌ سيمتُهم الغالبة ضعْف الشخصية، تمّ في فترتهم إقرارُ العديد من المراسيم ، قنّنوا فيها ما يجب على الحاشية تجاه الشاه... *** شيَّد كبارهم القصور ، ولكي يعيشوا فيها في رغد وبدخ ومجون ، وضعوا قوانينهم الجائرة التي أثقلت كاهل الرعايا بالضرائب ، وجوعتهم بنهب نتاج عرقهم في المزارع ، وسلب ما يحصلون عليه من معانقة الأمواج ومخاطرها ...ولتضليل السواد الأعظم وتعميته عن أفاعيلهم البغيضة ، بنوا لهم المزارات ، زخرفوها للأموات، وجعلوا الأحياء ينشغلون بها عما يجري وراء أسوار المنكرات ...هنالك ، بعيدا عن أعين المغفَّلين ، قلةٌ تلهو وتلعب ، أكل وشرب ، زرابي ونمارق ، ليالي فاقت الواحدة بعد الألف بآلاف ...وهناك ، كثرة كثيرة ، حُفاة شبه عُراة ، يُدْمون بالحديد والنار أجساداً رقّت من الجوع وجفت من العطش ، ويلطمون وجوها عليها غبَرة ، كلما ذكّرهم أسيادُهم بمقتل من ألَّـهوهم لهم ... بكاء وعويل ، وإستغاثة وتوسل، وقرابين... ينعّم المعمّم ويُكرم ،ويُقهر المعمّى ويحرم...خدام وأشراف ، عبيد وسادة ... طبقات... * وعاشت الدولة " أوْجها " الأخير على يد عباس الثاني (1642-1666 م)، الذي كثَّف من التبادل التجاري مع الدول الأوروبية عن طريق الشركات العاملة في المنطقة، كما قام ببعض الإصلاحات الداخلية... وضم عام 1648م. أجزاءَ جديدة من أفغانستان إلى دولته.... *** بعد التحالف العسكري ، جاء دور التعاضد التجاري ؛ والتوسّع لم يغِب ... وكيف يغيب وفكر الهيمنة جاثم على ما في الصدور يُدكي الجاري فيها مجرى الدم لهيبَـه المتأجج ؟ وما نراه اليوم ليس إلا صورة منمقة ملونة لأمس بالأبيض والأسود ...إن الصفَوِيين الجدد على آثار أجدادهم ، لا هدف لهم إلا زعزعة الأمة السُّنية التي حافظت على نقاء الدين الذي رضيَـه الله لها ...لكن...لا حليف لهم إلا الفشل، ولن يمكنهم القوي العزيز لأنهم أعرضوا عن ذكره ، واتخذوا معمَّميهم أرباباً من دونه ... * ثم عرف اقتصادُ البلاد مرحلة تقهقرٍ سريعة أثناء عهد شاه حسين (1694-1722 م) والذي تسبب في إثارة الطائفة السنية بعدما أظهر عدم التسامح في تعامله معهم ، وتعصبه الشديد للتشيُّع... *** لم يكن المغرور بدعاً من المتعصبين...فكم شرّد مِن أهل السنة وقتّل سابقوه الذين ورِث عنهم عصبيتَه المقيتة ؟ وكم أحرقوا من الكتب ؟ وكم هدّموا من مدارس وجوامع سنية ؟ الكثير الكثير ... واليوم يريدونه زرع ما يسمونه مذهبا خامسا – والمذاهب الحقة منه براء – في كل بقعة من الأرض فيها من يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ...( ولا يزيد شيئا ) ...وهيهات أن يدركوا مبتغاهم ، هيهات ، هيهات... لن تقوم لهم قائمة ما دام المتمسِّكون بالكتاب كما أنزل ، دون تحريف ولا تأويل تُمليه الأهواء ، عاضين عليه وعلى سنة المعصوم وحده صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الكرام الراشدين ، رضي الله عنهم ، من بعده ...إنهم الناس ، وأنعم بهم من ناس وأكرم ، أجدادك أيها السنيّ ، الذين كانوا بالأمس لهم بالمرصاد ، فقِفْ أنت اليوم حجرَ عثرة في طريقم الملتوي... وسيبقى ، إلى آخر يوم من الدنيا ، أهل القرآن والسنة في مواجهتهم ، لأنها من قبيل دفع الله الناس بعضهم ببعض ... * ومنذ سنة 1719 م. بدأ زحف الأفغان السُّنيـيـن بقيادة الغَلْـزاي على مملكة الصفويين فاستولوا على أصفهان سنة 1722 م، وقاموا بخلع شاه حسين ، ثم أعدموه سنة 1726 م... وحتى سنة 1736 قام الغلزاي بإنشاء حكومة ظل صفوية ( يمثلها شاه مجرَّد من السلطة )... وكانت السلطة الحقيقية في بلاد فارس يتقاسمها الزند والأفشريين حتى انتقلت بعدها إلى القاجاريين... *** سبحان الله ، الفعّـال لما يريد ...أفغان سنيون يكسِّرون شوكة البغاة " المتشيعين "، ويلصقون مناخرهم بالرغام... الحق حق ، وإن قل بياض أهله ، يعلو ... ولسوف يعلو ... والباطل باطل ، وإن كثر سواد أتباعه، يزهق ... وإنه لا محالة زاهق ... يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: قامت الدولة الصفوية على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي ، حيث تولّدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام ، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة ... * قال : قامت الدولة الصفوية على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي... *** أقول : كل مزيج اختلط فيه عنصران فأكثر يكون شيئا آخر، غير عناصره ، وتفقد فيه مكوناتُه خصائصّها ... ثم ، ما هذا الخليط الذي جمع بين عادات وتقاليد موروثة عن المجوسية وشظايا من " الدين " أفرغت من مضامينها وشحنت بأقاويل أشخاص غشى الحقد أبصارهم ، وطمست الرغبة في الإنتقام بصائرهم ، وصبَّ حبُّ التوسع في آذانهم الوقرَ صبّـــاً ...؟ إنه لمستنقع عكِر يأبى العاقل ماءه الملوَّث، وإن مات عطشا . * قال : حيث تولّدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية ... ***أقول : هي ثيارات فيما يبدو، لكنها ثيار واحد متَّحد كلما تعلق الأمر بالفتك بالموحيدين أهل السنة ؛ وما تدعو إليه هذه التيارات ، سواء تعددت أو كانت مفردة ، هو الرجوع إلى ما قبل الإسلام ، لإحيائه ... ألا يحق لقائل أن يقول: إن ضمن هذا " الإحياء للتراث " إشعال النار التي أخمدت منذ عهد كسرى ؟ أليس ينطوي على عبادات طاغوتية ، وأعياد وثنية ...؟ ثم ما معنى الإعتزاز بالهوية الإيرانية إن لم يكن القول بأفضلية الفارسي على العربي ، كما صرح به قائلا : وتفضيل العجم على العرب ؟ فيــا قوم ،أين أنتم مِن " لقد أعزنا الله بهذا الدين ، فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله " ؟ ثم ، أما بلغكم أن أكرم العباد عند رب العباد أتقاهم له ، فلا عِرق ، ولا لوْن ... ؟؟ إنما هي التقوى ، والتقوى فحسب. * قال : وإشاعة اليأس من الإسلام ... *** أقول : وهذه هي أمنيتهم المهيمنة على ما عداها من الأمنيات ، وحلمهم الطاغي على كل أحلامهم ، قديما وحديثا ... فالإسلام الذي اهتز به الإيوان وأطفئت به النيران هو المقصود ، في أهله الذين يعبدون الله وحده ، لا يشركون به شيئا ؛ ويتَّبعون النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ، أسوتهم الحسنة ، وحده ، لا يزيغون شِبْرا عن المحجة البيضاء التي تركهم عليها ... ثم من رام تيئيس الناس من الدين الذي لا يقبل الله غيره ، لا بُد أن يطالبوه بالبديل ...فما هو العوَض الذي يقدمون ؟ تالله إنهم لفي ضلالتهم يعمهون ... فمن ذا الذي يعود في ملة الشرك بعد أن أنقذه الله منها وأراد له النجاة من عواقبها ؟ * قال : وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع ... *** أقول : أين أنتم يا دعاة التقارب ؟ هل يكون وصل مع فصل ؟؟؟ ثم ، النهضة الإسلامية ، ليست تيارا ، بل هي صحوة ، بعد سباتٍ تعدّدت أسبابه ، والحمد لله الذي أيقظنا ... وجعلنا نُنادي بالعوة إلى منهج السلف الصالح حيث الخير كله...ثم ليس هناك اندفاع ؛ وإنما هي دعوة ، وتبليغ ، وبيان ...بالدليل والحجة والبرهان ... وللعبد حق حرية اختيار أحد النجدين : شكر أو كفر ؛ وإن شئت فقل : أحد السبيلين : رشاد أو غي... والجزاء يوم الحساب حيث الحكم لله لواحد القهار. * قال : وتمجيد الأكاسرة ... *** أقول : ماذا يجدي تمجيد من مزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا علية أن يمزق الله ملكه ، فاستجاب ؟... أما علم القوم أن آخر الأكاسرة قد هلك منذ قرون خلت ولن يكون بعده كسرى أبداً ؟ أم تراهم يريدون بعثَ جهله ، وإحياءَ غيِّـه ، وسلوكَ سبيله ؟ إيه... كم مجّدوا من هالك ، والضريح الذي شيّدوه لأبي لؤلؤة شاهد على ذلك ، تبّــاً لهم ... وسُحقــا ...
+ لما فرض الشاه إسماعيل الصفوي التشيّع على الناس ، بحد السيف ، رفضوه رفضا قاطعا ... فنصح له الناصحون - حتى من المتشيعة أنفسهم – لكنه أعرض ونأى بجانبه ، وقهر الناس على ما شاء ، ففتح المدارس لتعليم ما يدعو إليه ، وأجبر المؤذنين على تغيير الأذان ، والخطباء على القول بالولاية ، والمؤلفين على الوضع والتلفيق ؛ وجنّد الجند لقمع المعارضين ... وكانت المجازر البشرية تحت شعار : تشيّع وإلا ضُرب عنقك ... وهذا ديدن الصفوية الجدد ... فالحذر الحذر أيتها الأمة المحمدية من مطامع الشرذمة الصفوية ...لقد جددوا العهد مع الماضي ، فخذوا حذركم .
| [/size] | |
|