المدير العام المدير العام
عدد المساهمات : 77 تاريخ التسجيل : 09/11/2011 الموقع : شبكة ومنتديات وعتصمو بحبل الله جميعا
| موضوع: السيرة الذاتية لـ الشيخ محمد بن عثيمين 21st يونيو 2012, 8:41 am | |
|
[center] الشيخ محمد بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية (1347 ـ 1421هـ)
أولاً: بيانات عامة .اسم العائلة: ابن عثيمين. .الاسم: محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين الوهيبي التميمي. .تاريخ ومحل الميلاد: 27 رمضان 1347هـ، في مدينة عنيزة، بالقصيم. .الجنسـية: سعودي. .الحالة الاجتماعية: متزوج، عدد البنين: (5). عدد البنات: (3). .تاريخ وفاته: 15 شوال 1421هـ.
ثانياً: دراسته وشيوخه قرأ الشيخ ابن عثيمين القرآن على يد جده لأمه، الشيخ عبد الرحمن السليمان الدامغ، فحفظه، ثم اتجه إلى طلب العلم، فتعلم الخط والحساب وبعض فنون الأدب. وكان الشيخ عبد الرحمن السعدي قد أقام اثنين من طلبة العلم عنده ليدرسا للطلبة الصغار؛ أحدهما، الشيخ علي الصالحي، والثاني، الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع. فقرأ عليه مختصر العقيدة الواسطية للشيخ عبد الرحمن السعدي ومنهاج السالكين في الفقه للشيخ عبد الرحمن كذلك، والأجرومية والألفية. كما قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان في الفرائض، وعلى الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الذي يعد شيخه الأول، إذ لازمه وقرأ عليه التوحيد والتفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والفرائض ومصطلح الحديث والنحو والصرف. وقرأ على الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز شيخه الثاني. ولما فُتحت المعاهد العلمية، في الرياض، التحق بها عام 1372هـ. وبعد سنتين تخرج وعُيِّن مدرساً في معهد عنيزة العلمي، مع مواصلة الدراسة، انتساباً، في كلية الشريعة، ومواصلة طلب العلم، على يد الشيخ عبد الرحمن السعدي.
ثالثاً: مسيرته العلمية ومؤلفاته في عام 1371هـ، جلس ابن عثيمين للتدريس في الجامع الكبير بعنيزة. ولما تُوفي الشيخ عبد الرحمن السعدي تولى الشيخ ابن عثيمين إمامة الجامع، والتدريس في مكتبتها الوطنية، إضافة إلى التدريس في المعهد العلمي. ثم انتقل إلى التدريس في كليتي الشريعة وأصول الدين، بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، إضافة إلى عضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية. وللشيخ نشاط كبير في الدعوة إلى الله، وتبصير الدعاة في كل مكان، وقد اشتهر بالتقشف والتواضع وكان منزله في عنيزة بسيطاً، كما كان زاهداً في حياته، إلى درجة كبيرة. وقد ترك ابن عثيمين ثروة علمية هائلة، ما بين شروحات كتب ورسائل علمية وأشرطة سمعية، من أبرزها: تلخيص كتاب "الحموية"، وهو أول كتاب، يُطبع له في 8 ذي القعدة 1380هـ؛ وتفسير آيات الأحكام؛ ومصطلح الحديث والوصول في علم الأصول؛ ورسالة في الوضوء والغسل والصلاة؛ ورسالة في كفر تارك الصلاة؛ ومجالس رمضان؛ والأضحية والزكاة والمنهج لمريد الحج والعمرة؛ وتسهيل الفرائض؛ وشرح لمعة الاعتقاد؛ وشرح الواسطية، وعقيدة أهل السنة والجماعة؛ والقواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى؛ ونيل الأدب من قواعد ابن رجب؛ والضياء اللامع من الخطب الجوامع؛ والفتاوى النسائية وزاد الداعية إلى الله عز وجل، وهي الرسالة الأولى من سلسلة أُطلق عليها العقد الثمين من محاضرات الشيخ العثيمين.
رابعاً: منهجه في التدريس يُعد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، من العلماء الربانيين، الذين حباهم الله بالذكاء والفهم والدقة والحرص على التحصيل، والهمة العالية، إضافة إلى الزهد والورع، وهما صفتان نبيلتان اتصف بهما الأنبياء والتزم بهما العلماء الذين جعلوا من منهج الأنبياء صورة حية يعيشونها ويطبقونها في واقع حياتهم. وما الشيخ ـ رحمه الله ـ إلا صورة من هؤلاء. وقد أخذ الشيخ ـ رحمه الله ـ عن علماء كثيرين، ولا يمكن حصر من تتلمذ على الشيخ، لأنهم ازدحموا في مجلسه، لا سيما في السنوات الأخيرة، بما يزيد على خمسمائة طالب، ويرجع ذلك لعدة عوامل منها: . صدقه رحمه الله وإخلاصه في تعليم العلم، وبذل نفسه في ذلك. . وضوحه في الأداء سواء في ما يرجع إلى اللفظ، أو ما يرجع إلى المعنى، فكان في غاية الوضوح مع قوة الأسلوب، وجزالة العبارة، التي يفهمها عامة الناس، فضلاً عن طلاب العلم. . طريقته الفذة في التدريس. . عدم تعصبه وجموده على مذهب معين، بل كان رحمه الله متبعاً للدليل. . استجابته للدعوات الموجهة إليه لإلقاء المحاضرات. . كثرة الأشرطة العلمية، التي سجلت له، سواء في ما يتعلق بشرح المتون أو إلقاء المحاضرات. أما منهجه العلمي، فكان اتباعه لما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم. فقد كان ـ رحمه الله ـ متجرداً للحق، حيثما ثبت الدليل يمم وجهه إليه، وحيثما وجد الحق فهو ضالته ومطلبه. وكان ـ رحمه الله ـ إذا اخذ بقول، ثم تبين له رجحان غيره من حيث الدليل، رجع عن قوله الأول، ولذلك أمثلة منها:
. كان يرى أن الكدرة قبل الحيض لها حكم الحيض إذا وجدت القرائن كأوجاع العادة، ثم رجع عن هذا واعتبر الحيض هو الدم دون ما تقدمه من كدرة ونحوها. . أن دم النفاس لا حد لأكثره، ثم رجع عن ذلك واعتبر حده أربعين يوما. . أن المستحاضة تتوضأ لوقت كل صلاة، ثم رجع عن ذلك وان طهارتها باقية ما لم يتجدد حدث آخر. . استحباب جلسة الاستراحة مطلقا، ثم رجع عن ذلك إلى استحبابها عند الحاجة. وغير ذلك. اتخذ الشيخ رحمه الله منهجا في التدريس، مخالفا للأساليب التي ينتهجها العلماء في وقته، فيأخذ اللفظ الذي يريد شرحه سواء كان من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من متون أهل العلم فيتعرض لجانبه العقدي والفقهي، واللغوي، والنحوي وغير ذلك من الجوانب، فيظل طول الدرس يشرح مع ضرب الأمثلة والتكرار عند الحاجة وتقسيم المسألة إلى أقسام وصور مما يقرب فهم ذلك للطلبة. اهتم رحمه الله تعالى بطلابه، وحرص على تذليل الصعاب التي تواجههم في مسيرتهم العلمية، وذلك انه خصص للمغتربين منهم سكنا مجانيا توفر فيه جميع سبل الراحة من المأكل والمشرب وغير ذلك. كما هيأ مكتبة داخل السكن تضمنت سائر أنواع الفنون. ومن اهتمامه بطلابه كذلك، عيادة مريضهم، وزيارتهم، وتفقد أحوالهم، وإعانتهم، والشفاعة لهم.
صرف الشيخ رحمه الله من وقته لإخوانه في الخارج، ويتمثل ذلك بما يلي: . إلقاء المحاضرات والدروس في المراكز الإسلامية عن طريق الهاتف، ومنها ما يكون دورياً كل شهر. . اتصاله بهم أثناء أزماتهم ومصائبهم، ومن الأمثلة على ذلك انه كان على اتصال بإخوانه في البوسنة والهرسك إلى انتهاء تزمتهم، وكذا إخوانه بالشيشان. . حثه لبعض طلبته على السفر للخارج بغرض الدعوة إلى الله عز وجل. وللشيخ ابن عثيمين مواقف عديدة، انبثقت عن فهم صحيح للإسلام ووسطيته ومنهاجه العادل، وعن فهم سليم لمهمة العالم الداعية. وهذا الفهم لمقاصد الدعوة، جعل منه العالم الذي يحرص الناس على الاستفادة من علمه. فكان كبيراً في عيونهم، رفيع القدر عندهم. لم يكن ابن عثيمين الواعظ المرتجل، بقدر ما كان عالماً وداعية ذا منهاج واع، استوعب احتياجات المسلمين، وحدد الموضوعات التي، تحتاج إلى معالجة، حسب أولوياتها، معتبراً أن نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في مقدمة مهام الداعية في هذا العصر، لأهميتها في حياة المسلم وآخرته، كما أشار، رحمه الله، في مقدمة كتاب "عقيدة أهل السنة والجماعة". ولا شك أن مجموع الجهود، التي بذلها في مجال العقيدة، كانت ترتكز على ضوابط الكتاب والسنة، وما حدده علماء السلف في ذلك، ملاحظاً خلال جهوده السعي إلى إصلاح ما فسد من عقائد، عملت على نشرها وإشاعتها بين الناس، اتجاهات غير صحيحة، انحرفت عن الوجه الحق، الذي كان عليه أهل السنة والجماعة، وهادفاً إلى ربط المسلمين بمنهاج الأسوة الحسنة، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما أُنزل عليه من الكتاب والحكمة، معتبراً أن ذلك هو طريق صلاح العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم، وهو الطريق الذي ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليه أمته. أما في حياة الخلق، فقد حرص على صحة البناء الاجتماعي للمسلمين، وكان يراه من أولويات عمل الداعية ومتابعته. ولعله، رحمه الله تعالى، وجد في قضايا الحقوق وتعليمها للناس، والتأكيد عليها في المحاضرات والدروس والكتب والمواعظ، خير وسيلة لصيانة البنيان الاجتماعي، في البيئة الإسلامية وفي حياة المسلمين، ملاحظاً، كذلك، أن الحديث عن الحقوق يفرض الحديث عن الواجبات، لما بين الحق والواجب من اقتران في الشريعة الإسلامية. ويتضح اهتمامه في هذا الجانب الأساسي من حياة المسلمين، في كتابه "حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة"، الذي بدأه ببيان حقوق الله ورسوله على المسلم، ومن ثم أبان ـ رحمه الله ـ الحقوق الأخرى، التي تصون البنيان الاجتماعي للمسلمين، مثل حق الوالدين، وحق الأولاد، وحقوق الأقارب، وحق الزوجين، وحق الجيران، وحقوق المسلمين عامة، ثم حقوق غير المسلمين.
لقد انتهج الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله، منهاج علماء السلف في أعماله العلمية، ونهجه الدعوي، وطرق التربية والتعليم الأخلاقي، ومن عرفه عن كثب عرف في منهاجه ما كان عليه سلف الأمة، ولعل ابرز الملامح في منهاجه رحمه الله:
. حرصه الشديد على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد، علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً، وذلك مقترن بالتنفير والتحذير مما يخالف ذلك. . الحرص على صحة الدليل، وصواب التعليل، ووضوحه ومناسبته. . الربط بين العمل الدعوي والتقعيد الفقهي، ضماناً لسلامة أعمال الدعوة وما يضعه الدعاة، بين أيدي الناس من كتب مذكرات وغيرها. . العناية بمقاصد الشريعة الإسلامية وقواعد الدين، لأن ذلك مناط الحكم الإسلامي الذي أمر به الله سبحانه وتعالى. . الاعتدال والتوسط في المنهاج والسلوك، والفهم والتقيد، في ذلك بما كان عليه السلف الصالح. . الاهتمام بالتطبيق والعناية بالأمثلة والتخريج. . التيسير الذي يبعد الداعية عن التعقيد أو التنفير. . البعد عن التعصب والتقليد الأعمى، والحرص على التوفيق بين النص والمصلحة. وقد حرص ـ رحمه الله ـ على بيان العلاقة بين الولاة والرعية، موضحاً أن الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين، سواء كانت الولاية عامة أم خاصة. وكان رحمه الله يعلم طلابه الحقوق المتبادلة بين الرعية وراعيها، معتبرا ان حقوق الرعية على الولاة ان يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها والزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير بها على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة وذلك باتباع سبيل المؤمنين وهي الطريق التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فيها السعادة لهم ولرعيتهم ومن تحت أيديهم وهي أبلغ شيء يكون به رضا الرعية عن رعاتهم والارتباط بينهم وطاعتهم في أوامرهم وحفظ الأمانة في ما يولونه إياهم، مؤكداً أن من اتقى الله سلم من الناس، ومن أرضى الله كفاه الله شر الناس وأرضاهم عنه، لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء. وأما حقوق الولاة على الرعية، فكان يحرص على تعليمها للناس، وهي النصح لهم في ما يتولاه الإنسان من أمورهم، وتذكيرهم إذا غفلوا، والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق، وامتثال أمرهم في غير معصية الله، لأن في ذلك قوام الأمر وانتظامه، وفي مخالفتهم وعصيانهم انتشار الفوضى وفساد الأمور، ولذلك أمر الله بطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر، فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). وله رحمه الله موازنات في مجال الحكم، بين حكم الشريعة الإسلامية، الذي يوفر الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المجتمع المسلم، كما هي الحال في المملكة العربية السعودية، والتعددات السياسية الحزبية. يقول، رحمه الله، في خلاصة له لذلك: "الواجب على الحكومة في أي بلد من البلدان الإسلامية، الرجوع إلى الكتاب والسنة وتوحيد الأحزاب السياسية على حزب واحد، وهو حزب الله، المنفذ لشريعة الله. وهذا الحزب لن يضر بالأمة الإسلامية، مثل ما يحصل من التعدد الحزبي. وقد أشار الله، عز وجل، في القرآن الكريم، إلى أن التعدد الحزبي، يورث التنازع والاختلاف. والتنازع هو سبب الفشل، قال سبحانه: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" وقال كذلك: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم". لقد كانت حياته، رحمه الله، حياة جد وكفاح، وعمل دؤوب، لمصلحة الإسلام والمسلمين، تعليماً ووعظاً ونصحاً وتأليفاً. خامساً: مرضه وموته
تُوفي الشيخ ابن عثيمين، يوم الأربعاء 15 شوال 1421هـ، عن عمر يناهر 74 عاماً، متأثرا بمرض السرطان، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة جدة، الذي تلقى فيه العلاج الأخير.
وكان الشيخ قد عولج من المرض في المستشفى نفسه بالرياض، ونقل بطائرة خاصة قبل وفاته بشهر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من المرض الخبيث. وفضل الفقيد أن يموت بقرب بيت الله الحرام، بعد أن علم بأن المرض قد بلغ مداه، ولم يمنعه ذلك من إلقاء الدروس والمحاضرات في مدن المملكة المختلفة، وكان آخر درس له، ألقاه في المسجد الحرام.
صُلي على الشيخ ابن عثيمين في المسجد الحرام، بعد صلاة عصر الخميس، 16 شوال 1421هـ. وقد اكتظ المسجد، قبيل صلاة العصر بحشود من طلاب الشيخ ومحبيه. وقد تقدم المصلين عدد من الأمراء، وعدد كبير من العلماء، وأعضاء هيئة كبار العلماء، ورجال الفكر الإسلامي، والمشايخ، وطلبة العلم. ودفن بمقابر العدل بمكة المكرمة، بالقرب من قبر الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله.
[/center] | |
|