الطرق السبعة لبر الوالدين:
أولا: مشاورة الأهل في جميع أمورنا والأخذ بنصيحتهم؛ لأننا في أَمَس الحاجة
إلى خبراتهم حتى إذا كنت قد اتخذت قرارك مسبقا، فإن مجرد أخذ نصيحة الأهل
يعطيهم الشعور بالسعادة ويعطيهم الشعور بأننا امتداد لهم، أو أن مجهودهم لم
يضع هباءً وهنا تكمن قيمة البر بالوالدين.
ثانيا: الصبر على ما لا نحب من تصرفات آبائنا، وألا نظهر الضيق منهم أبدا
وألا نقول لهم أفَ "..فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا.."
(الإسراء/23). حتى إذا ارتكب الآباء أخطاء شديدة يتعين على الأبناء الصبر
والتوجيه بطريقة غير مباشرة؛ لأنهم في النهاية آباءنا، وهذا هو قمة البر.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أبر أباه من حدَّ إليه النظر)؛ بمعنى
أنه من ينظر إلى والديه نظرة تحدٍ يكون غير بار بهما؛ لأن هذه النظرة تغضب
الله عز وجل.
ثالثا: سؤال أبويك عن أحوالهم والاهتمام بكل ما يحباه ويهتما به حتى ولو
كانت كلها أمور بسيطة مثل: مشاهدة مباراة لكرة القدم مع أبيك حتى لو لم تكن
من ضمن اهتماماتك لكنها ستكون سببا في إرضاء أبويك وبالتالي دخولك الجنة.
رابعا: تقديم المساعدة لهما ولو من حين لآخر، وبالأخص في رمضان مثل: تصليح
سيارة أبيك أو غسيلها، أو تنظيف الصحون لوالدتك، أو تقديم الطعام بدلا منها
أو الذهاب بهما إلى الطبيب لأنك لن تدخل الجنة إلا بدعاء أبويك.
خامسا : إدخال البسمة على وجههما، فأبشر بما سيعم عليك من خير إذا أدخلت
البسمة على وجه أبويك كل يوم، ولو عن طريق فكاهة، أو كلمة طيبة، أو بقول
كلمة "أحبك"، أو بتقبيل أيديهما، ولو لمرة واحدة، فلا تشعر بتكبر لتقبيل يد
أبويك ولو لمرة واحدة، ومراعاة مشاعر أبويك، وإذا حدث وآذيت مشاعرهما
فسارع بتقبيل أيديهما ونيل رضائهما، ولو عن طريق تقديم هدية رمزية.
سادسا: السؤال عن أصدقائهم وأقاربهم حتي لو كان عن طريق الهاتف، وهذه
النقطة من أعلى درجات البر، فيفتخر الآباء بأبنائهم؛ لأن سؤال الأبناء على
أصدقاء وأقارب آبائهم يرفع من شأن الآباء في نظر الآخرين، وبالتالي يشعرون
بالفخر على الرغم من أنها خطوة شديدة البساطة.
سابعا: الدعاء لهم سواء كانوا أحياءً أو أمواتا.
مخاطر الانعزال وعقوق الوالدين:
- ظلام الوجه بل ظلام الحياة؛ لأنها تكون حياة مليئة بالمشاكل. يقول النبي
صلى الله عليه وسلم (احفظ ود أبيك، لا تقطعه، فيطفئ الله نورك) ، ويقول
النبي صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنف عبد أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما ثم
لم يدخلاه الجنة)، ومعنى "رغم أنف عبد" أن يذوق أنواع الذل في الدنيا من
أدرك والديه في الدنيا ولم يدخلاه الجنة.
- تعجيل العقوبة في الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب يعجل لصاحبه العقوبة في الدنيا كقطع الرحم وعقوق الوالدين).
أحاديث عن بر الوالدين:
ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى سيدنا "علقمة" أحد الصحابة وهو يحتضر،
وكان الصحابي يتحدث بشكل طبيعي، بينما يعجز لسانه عن النطق بالشهادة، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: "أله أم؟" قيل: "نعم يا رسول الله" فصاح النبي
صلي الله عليه وسلم: "هل أغضبكِ شئ، هل في قلبك شيء من علقمة؟" فقالت: "نعم
يا رسول الله، كان يأتي بحلو الفاكهة فيطعمها لزوجته وأولاده، ويأتيني بمر
الفاكهة فيطعمني إياها" .
جاء أحد الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: "أي العمل أحب إلى
الله؟" فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الصلاة على وقتها؟" قلت: "ثم أي؟"
قال: "بر الوالدين".
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإسراء والمعراج: "دخلت الجنة فسمعت
بها قرارة، فقلت لمن هذا؟ فقيل: لحارثة بن النعمان، فقلت: فلم هذا؟ فقيل
لي أنه كان برا بأمه، فقلت كذلكم البر كذلكم البر" .
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله ما تأمرني
بعد الإسلام؟ قال: بر أمك" فانطلق الرجل ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه
وسلم مرة أخرى وقال: "ما تأمرني بعد الإسلام؟ فقال: بر أمك" يقول الرجل
فذهبت وعدت الثالثة فقال: بر أمك فذهبت وعدت الرابعة فقال: بر أبوك، فقلت
والله هما الأفضل".
هل تدرون لما أطلق الله عز وجل على هذه الطاعة "بر الوالدين" وليس "طاعة الوالدين"؟
لأن كلمة البر تشمل كل أنواع الخير والعطف والحنان والعطاء والمساعدة وإسعادهما، لكن كلمة الطاعة تعني إطاعة أوامرهما فقط.
منقول للإفادة