عبدالقادر مشرف
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 20/11/2011 العمر : 48 الموقع : الخرطوم 3 شركة اف اى بى العالمية
| موضوع: لماذا لم ينزل القرآن دفعة واحدة 14th ديسمبر 2011, 12:19 pm | |
| أول ما نزل من قرآن على الإطلاق على النبي صلى الله عليه وسلم: أول سورة العلق
[{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ "1" خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ "2" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ "3" الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ "4" عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }]
وكان ذلك قبيل أن يبلغ الأربعين من عمره صلى الله عليه وسلم، وقبيل تكليفه بدعوة الناس إلى إخلاص العبادة لله الواحد القهار. وأن آخر ما نزل من قرآن على الإطلاق عليه صلى الله عليه وسلم، هو قوله تعالى: [{وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }] وكان ذلك قبيل وفاته صلى الله عليه وسلم بتسع ليال، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما .. والمدة الزمنية بين أول ما نزل من قرآن، وآخر ما نزل، تصل إلى ثلاث وعشرين سنة، وخلال تلك المدة الطويلة تتابع نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم أي؛ أن القرآن لم ينزل عليه صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة، وإنما نزل مفرقا في تلك المدة الطويلة.
وقد قرر القرآن هذه الحقيقة، وأشار إلى الحكمة في نزول القرآن منجما أي مفرقا ، في قوله تعالى: [{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } (سورة الإسراء: الآية 106)] أي: لقد أنزلنا إليك أيها الرسول الكريم هذا القرآن مفصلا في أوامره ونواهيه، وفي أحكامه وأمثاله .. ومنجما في نزوله، لكي تقرأه على الناس على تؤدة وتمهل وتأن وحسن ترتيل، حتى يتيسر لهم حفظه بسهولة، وحتى يتمكنوا من تطبيق تشريعاته وتوجيهاته تطبيقا عمليا دقيقا. قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا قرئوننا القرآن، أنهم كانوا يستقرئون عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يتركوها حتى يعلموا بما فيها، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا. وقوله سبحانه: "ونزلناه تنزيلا" أي: ونزلنا عليك هذا القرآن تنزيلا مفرقا في مدة تصل إلى ثلاثة وعشرين سنة، على حسب ما تقتضيه حكمتنا، وعلى حسب الحوادث والمصالح، وليس من أجل تيسير حفظه فحسب. وفي سورة الفرقان آيتان كريمتان أشارتا أيضا إلى جانب من الحكم التي من أجلها نزل القرآن منجما، وهي قوله تعالى: [{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا "32" وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } (الآيتان:32، 33 سورة الفرقان)] أي: وقال الكافرون بالحق الذي جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم: هلا نزل هذا القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم جملة واحدة دون أن ينزل مفرقا كما نراه ونسمعه؟ ولما كان قولهم هذا يدل على سوء أدبهم، لأنهم اقترحوا شيئا لا مدخل لهم فيه، ولا علم عندهم بحكمته .. نقلا من موقع: نور الله | |
|