المدير العام المدير العام
عدد المساهمات : 77 تاريخ التسجيل : 09/11/2011 الموقع : شبكة ومنتديات وعتصمو بحبل الله جميعا
| موضوع: أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة 13th يناير 2012, 5:13 am | |
|
[size=16]أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة
[center]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. منذ بداية القرن الثالث الهجري حتى الآن والأسماء الحسنى المشهورة التي يحفظها الناس هي الأسماء المدرجة في حديث الترمذي من رواية الوليد بن مسلم (ت:195هـ) ، وهي باتفاق أهل العلم والمعرفة بالحديث ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها اجتهاد من الوليد جمع به من القرآن والسنة تسعة وتسعين اسما وكذلك اجتهد بعض العلماء في جمع ما استطاع منها كعبد الملك الصنعاني في رواية ابن ماجة وعبد العزيز بن الحصين في رواية الحاكم ، لكن أشهرهم في التاريخ الإسلامي هو الوليد بن مسلم لانتشار جمعه وإحصائه منذ أكثر من ألف ومائتي عام قال ابن تيمية : (لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة ، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ) (الفتاوى1/217) وقال ابن حجر : ( والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة ) (بلوغ المرام 346) ، فهذا حال الأسماء الحسنى التي حفظها الناس لأكثر من ألف ومائتي عام وأنشدها كل عابد وزينت بها أغلب المساجد ، ليست نصا من كلام النبي النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي مدرجة في الأحاديث ، والسؤال الذي يطرح نفسه ولا زال يؤرق العامة والمتخصصين : ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟ وكيف يمكن جمعها وإحصاؤها وفق أصول علمية وشروط منهجية ؟ قال ابن الوزير اليماني : ( تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني ، وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها ، فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث ) (العواصم 7/228) ، وهذه مسألة أكبر من طاقة فرد وأوسع من دائرة مجد ، فالأمر كما أشار ابن الوزير يتطلب استقصاء شاملا لكل اسم ورد في القرآن ، وكذلك كل نص ثبت في السنة ، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة للوصول إلى اسم واحد . لكن الله عز وجل لما يسر الأسباب في هذا العصر أصبح من الممكن إنجاز مثل هذا البحث ، وذلك من خلال استخدام الموسوعات الالكترونية التي حملت آلاف الكتب العلمية وحفظت بها السنة النبوية ، ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز مثل هذا البحث وبعد جهد شاق وبحث طويل قطعته في استخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء الإلهية التي تعرف الله بها إلى عباده بدت قواعد الحصر في خمسة شروط لازمة لإحصاء كل اسم ، دل عليها بوضوح شديد قوله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، أما كيفية استخراج الشروط من هذا الدليل فبيانه كالتالي : الشرط الأول ثبوت النص في القرآن والسنة ، فطالما أنه لم يصح عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم حديث في تعينها وسردها فلا بد لإحصائها من وجود الاسم نصا في القرآن أو صحيح السنة ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ، ولفظ الأسماء يدل على أن أنها معهودة موجودة ، فالألف واللام فيها للعهد ، ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود معهود ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه القرآن والسنة ، قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة ) (الأصفهانية 19) ، ومن المعلوم أن الأسماء توقيفية على ولا بد فيها من تحري الدليل بطريقة علمية تضمن لنا مرجعية الاسم إلى كلام الله ورسوله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى ما ورد في القرآن بنصه أو صح في السنة على طريقة المحدثين ؛ فمحيط الرسالة لا تخرج عن هذه الدائرة ، وعلى ذلك ليس من أسماء الله النظيف ولا السخي ولا الواجد ولا الماجد ولا الحنان ولا القيام لأنها جميعا لم تثبت إلا في روايات ضعيفة أو قراءة شاذة . أما الشرط الثاني فهو علمية الاسم ؛ فلا بد أن يرد الاسم في النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة ، كأن يدخل عليه حرف الجر كقوله : }{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ } [الفرقان:58] ، أو يرد الاسم منونا كقوله : { سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } [يس:58] ، أو تدخل عليه ياء النداء كما ثبت في الدعاء المرفوع : ( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ) (صحيح أبي داود 1326) ، أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى } [الأعلى:1] ، أو يكون المعنى محمولا عليه كقوله : { الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }[الفرقان:59] ، فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله : بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل (شرح ابن عقيل1/21) ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ) ، ولم يقل الأوصاف أو الأفعال فالوصف أو الفعل لا يقوم بنفسه كالسمع والبصر وهي بخلاف الأسماء الدالة علي المسمى بها كالسميع والبصير ، كما أن معنى الدعاء بالأسماء في قوله : ( فادعوه بها ) أن تدخل علي الأسماء أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة والنداء من علامات الاسمية ، قال ابن تيمية : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها ) (الأصفهانية ص19) ، وعليه فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة أوصاف أو أفعال لا تقوم بنفسها وليست من الأسماء الحسنى ، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت فاشتقوا أسماء كثيرة من الأوصاف والأفعال وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف الصالح في كون الأسماء الحسنى توقيفية على النص ، فالمعز المذل اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة ، وحجتهم في إثبات الاسمين هو قوله تعالى : { تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ } [آل عمران:26] ، فالله أخبر أنه يُؤْتِي وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ويشاء ولم يذكر سوى صفات الأفعال ، فهؤلاء اشتقوا لله اسمين من فعلين وتركوا باقي الأفعال فيلزمهم تسميته بالمُؤْتِي وَالمنْزِعُ والمشيء ، وكذلك الخافض الرافع لم يردا في القرآن ولا السنة لكن من أدرجهما استند إلى الحديث المرفوع : ( يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ) (مسلم :179) ، وقس على ذلك المبديء المعيد الضار النافع العدل الجليل الباعث المحصي المقسط المانع الدافع الباقي . أما الشرط الثالث من شروط الإحصاء فهو الإطلاق ، وذلك بأن يرد الاسم مطلقا دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة بحيث يفيد المدح والثناء بنفسه ، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه ، وقد ذكر الله أسماءه باللانهائية في الحسن فقال : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ، أي البالغة مطلق الحسن بلا حد أو قيد ، ويدخل في الإطلاق أيضا اقتران الاسم بالعلو المطلق فوق الكل لأن معاني العلو هي في حد ذاتها إطلاق ، فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال ، قال ابن تيمية : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها ) (الأصفهانية ص19) ، وإذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو في أغلبها من تصور التقييد العقلي بالممكنات وارتباط آثارها بالمخلوقات كالخالق والخلاق والرازق والرزاق ؛ أو لا تخلو من تخصيص ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض ؛ كالأسماء الدالة على صفات الرحمة والمغفرة ؛ فإن ذلك التقييد لا يدخل تحت الشرط المذكور ، وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة في النص فليس من أسماء الله البالغ لقوله : { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } [الطلاق:3] ، ولا يصح إطلاقه في حق الله ، ولا المخزي لقوله : { وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ } [التوبة:2] ، ولا الفالق والمخرج لقوله : { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ..الآية } [الأنعام:95] ، وقس كذلك الغافر والقابل والشديد والفاطر والجاعل والمنزل والسريع والمحيي والرفيع والنور والبديع والمحيط والكاشف والصاحب والخليفة والقائم والزارع والماهد والهادي والطبيب والفاعل ، فهذه أسماء مقيدة تذكر في حق الله على الوضع الذي قيدت به فتقول : يا مقلب القلوب ولا نقل يا مقلب فقط . الشرط الرابع دلالة الاسم على الوصف : فلا بد أن يكون اسما على مسمى لأن القرآن بين أن أسماء الله أعلام وأوصاف فقال تعالى :{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، فدعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره من ضعف أو فقر أو ظلم أو قهر أو مرض أو جهل أو غير ذلك من أحوال العباد ، فالضعيف يدعو الله باسمه القادر المقتدر القوي ، والفقير يدعوه باسمه الرازق الرزاق الغني ، والمقهور المظلوم يدعوه باسمه الحي القيوم إلى غير ذلك مما يناسب أحوال العباد والتي لا تخرج على اختلاف تنوعها عما أظهر الله لهم من أسمائه الحسنى ، فلو كانت الأسماء جامدة لا تدل على وصف ولا معنى لم تكن حسنى لأن الله أثنى بها على نفسه ، والجامد لا مدح فيه ولا دلالة له على الثناء ، كما أنه يلزم أيضا من كونها جامدة أنه لا معنى لها ، ولا قيمة لتعدادها أو الدعوة إلى إحصائها ، ويترتب على ذلك أيضا رد حديث الصحيحين : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا ) ، أما مثال ما لم يتحقق فيه الدلالة على الوصف من الأسماء الجامدة ما ورد في الحديث القدسي : ( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) (البخاري :4549) ، فالدهر اسم لا يحمل معنى يلحقه بالأسماء الحسنى كما أنه في حقيقته اسم للوقت والزمن (انظر القواعد المثلى ص10) ، ويلحق بذلك أيضا الحروف المقطعة في أوائل السور والتي اعتبرها البعض من أسماء الله فلا يصح أن تدعو الله بها فتقول في ألم : اللهم يا ألف ويا لام ويا ميم اغفري لي الشرط الخامس أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في غاية الجمال والكمال فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن ، وذلك الشرط مأخوذ من قوله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } ، وكذلك قوله : { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ } [الرحمن:78] ، فالآية تعني أن اسم الله تنزه وتمجد وتعظم وتقدس عن كل معاني النقص ، فليس من أسمائه الحسنى الماكر والخادع والفاتن والمضل والمستهزيء والكايد ونحوها لأن ذلك يكون كمالا في موضع ونقصا في آخر، فلا يتصف به الله إلا في موضع الكمال فقط كما ورد به نص القرآن والسنة هذه هي الشروط التي تضمنها قوله تعالى :{ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، وعندما تتبعت ما ورد في الكتاب والسنة من خلال الكمبيوتر ، وما ذكره مختلف العلماء الذين تكلموا في إحصاء الأسماء على 280 اسما تقريبا ، ثم مطابقة هذه الشروط على ما جمعوه ، فإن النتيجة التي يمكن لأي باحث أن يصل إليها هي تسعة وتسعون اسما فقط دون لفظ الجلالة ، أكرر 99 اسما فقط ، وهو إعجاز جديد بتقنية الكمبيوتر يصدق قول النبي النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا ) متفق عليه ، وقد كانت مفاجأة لي كما هو الحال لدى القارئ ، فالتقنية الحديثة وقدرة الحاسوب على استقصاء الاسم ومشتقات المعنى اللغوي في الموسوعات الإلكترونية الضخمة ساعدت بشكل مذهل في إظهار ما ذكره نبينا النبي صلى الله عليه وسلم ،
وأكرر يمكن لأي باحث الآن أن يصل إلى النتيجة ذاتها إذا استخدم هذه التقنية والتزم الضوابط والشروط السابقة ،
يتبع
[/size][/center] | |
|