تقول صاحبة القصة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم قصتي ولكنى أردت أن أقول
لكل إنسان سوف يقرئها أن لقرب الإنسان من ربه مقياس للحرارة به يعرف مقدار قربه وبعده
من ربه وقصتي تبدأ عندما كنت صغيرة وكان والدى يسمعني قصار السور للشيخ عبد الباسط
عبد الصمد رحمه الله ..
كنت عندما اسمع صوته أبكي ولا اعلم لماذا ؟!!..
حتى أنني حفظت قصار السور من
صوته وعندما كنت أقرأ القرآن كنت أقرا بنفس طريقته ومرت الأيام عليّ على هذا النحو
إلى أن بلغ عمري حوالي الرابعة عشرة وبدأت في الابتعاد عن ربى خطوة بعد خطوة ... إلى
أن أتى اليوم الذي أراد به الله أن يذكرني أن للكون رب قادر على كل شيء .. قادر على
أن يحيى ويميت..
فلقد كنت في الصف الثالث الثانوي
ومع بداية العام الدراسي وصل إلينا خبر وفاة أخي الأكبر منى سنا ًحيث كنتُ أنا وأبى
وأمي في بلد آخر..
ولقد نزل هذا الخبر عليّ كالصاعقة
.. ولكنى لم أبكى كثيراً فلقد كان قلبي قد تحجر.. فقد كنت حينها لا اسمع القرآن ولا
أصلى وكنت بعيدة كل البعد عن رب السماوات و الأرض..
وعندما نزلنا إلى ارض الوطن كان أخي قد ذهب
إلى دار الحق وكان هذا أول يوم لي انزل إلى مصر وأنا ارتدى حجابي فلقد كنت عندما انزل
إلى مصر كان أول شيء اتركه هو حجابي..
وذهبنا إلى المقبرة لزيارته,
وحينها فقط بكيت وتذكرت كل شيء. وعلمت يومها أن جميعنا سوف يكون مصيرنا نفس المصير..
وفكرت حينها ماذا سوف افعل لو كنت مكانه.. ماذا لو مشيت على الصراط.. علمتُ فى هذا
اليوم ولأول مرة معنى الصراط .. ومن يومها قررتُ لبس الحجاب والالتزام به وكان الذي
يعينني على ذلك هو أخي والحمد لله..
ألتزمت به وتعرفت بعد دخولي الكلية
على صحبة مباركة أخذوني من الضياع إلى تحديد الهدف فلقد تعلمت معهم معنى الحب في الله,
ومعنى الإخلاص في العمل, ومعنى البكاء من خشية الله عز وجل ..
وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي بعد الله سبحانه..
أتمنى من الذي بفضله هداني إلى
الطريق السديد أن يهدى الجميع قبل أن يأتي اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.